تعامل الزوج مع الزوجة في فترة الحمل


 

تعامل الزوج مع الزوجة في فترة الحمل

فترة الحمل من أهم وأصعب الفترات التي تمر بها المرأة في حياتها، فهي تحتاج فيها إلى الدعم النفسي والمعنوي والجسدي من زوجها وأسرتها. وقد اهتم الإسلام بتلك الفترة الحساسة وبيّن فضل المرأة الحامل وصبرها على ما تمر به، وكذلك أكد على دور الرجل في العناية بها ومراعاتها. وقد أورد النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تشدد على حسن معاملة الرجل للمرأة في مختلف أحوالها، بما في ذلك الحمل، كما أضاف علماء المسلمين إرشادات مستمدة من السنة الشريفة وتوجيهات الشرع لتوجيه الرجل في كيفية التعامل مع زوجته خلال هذه المرحلة.

دور الزوج في دعم زوجته الحامل

حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن معاملة الزوجة، وقد جاءت الأحاديث عامة وشاملة لجميع الأوقات، ومنها أوقات الحمل. فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، (رواه الترمذي)، ويظهر هذا الحديث أهمية حسن العشرة مع الزوجة في جميع الأحوال بما في ذلك وقت الحمل الذي تحتاج فيه إلى معاملة استثنائية.

كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ينبغي للزوج أن يراعي أحوال زوجته الحامل، ويصبر على تقلب مزاجها، ويتجنب المشاحنات والضغوط النفسية". يؤكد هذا القول أن الزوج عليه تفهم التغيرات النفسية التي تمر بها المرأة بسبب الحمل، وعليه التحلي بالصبر والرحمة.

 أهمية التواصل الإيجابي والتعاطف

ينصح علماء النفس والاجتماع بالتواصل الإيجابي بين الزوجين خلال فترة الحمل، وذلك لأثره الكبير على صحة الزوجة النفسية. وقد سبق الإسلام إلى ذلك في توجيهاته، حيث جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخر"، (رواه مسلم). يُفهم من الحديث أهمية التركيز على الجوانب الإيجابية، فعلى الزوج تفهّم تقلبات مزاج زوجته الحامل وتجاوز ما قد يصدر منها بسبب الظروف النفسية والجسدية الخاصة بالحمل.

يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "ينبغي للزوج أن يتغاضى عن تقصير زوجته في أمور البيت خلال فترة حملها، وأن يتحمل أعباء إضافية عنها، وأن يشعرها بحبه وحنانه". هذا القول يلقي الضوء على أهمية المرونة من جانب الزوج والتكيف مع ظروف الحمل لتخفيف العبء عن زوجته.

 دعم الزوجة في العبادات والطاعات

المرأة في فترة الحمل تمر بتغييرات قد تؤثر على التزامها ببعض العبادات، وقد تشعر بالإحباط لعدم قدرتها على القيام ببعض الواجبات الدينية بنفس القوة السابقة. لذا، ينصح العلماء بأن يعين الزوج زوجته على العبادات بما يتناسب مع وضعها الصحي والنفسي، ويدعو لها بالثبات، ويمدها بالكلمات الطيبة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"، والنصيحة في هذا السياق تعني المساندة والرعاية، خاصة في أوقات الحاجة.

 المعاشرة بالمعروف

يقول تعالى في سورة النساء   "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوف"19، قال ابن كثير في تفسيرهذه الايةأي طيبوا أقوالكم لهن، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها، فافعل أنت بها مثله.

فيجب على الزوج أن يتقي الله، ويراقب الله وأن يعاشر زوجته بالمعروف، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، لا يضرب ولا يقبح، وأن يكون كلامه طيبًا وفعله طيبًا في جميع احوالها، و ما احوجها الى ذلك في فترات الحمل و ما يليه من كبد حيث تعاني أعباءً جسدية ونفسية عظيمة .

تُعتبر فترة الحمل تحديًا مشتركًا بين الزوجين، فالمرأة تتحمل العبء الجسدي والنفسي، والزوج مطالب بالدعم والتفهم. وقد قدم الإسلام نموذجًا شاملًا يبرز واجب الزوج في توفير الأمان والرعاية، من خلال الأحاديث النبوية وتوجيهات العلماء. فتفهم الزوج لحالة زوجته ومساندته لها يسهم في تقوية العلاقة الزوجية، ويزرع مشاعر الحب والمودة بينهما، ويعزز من البيئة الصحية التي تنعكس إيجابيًا على حياة الأسرة بالكامل.

اشترك في قناتنا على اليوتيوب ❤ × +

إرسال تعليق

أحدث أقدم